القائمة الرئيسية

الصفحات

سوق الحويش

سوق الحويش
مدخل سوق الحويش

    1 تعريف السوق

   سوق الحويش أو محلة الحويش تعني (البيت الصغير)، وأخذت تسميتها هذه من المحلة التي تقع فيها، وهناك من يقول أن سبب التسمية يعود إلى أسرة من الجبور تسمى آل حويش استقرت بالمنكقة عند قدومها للنجف وبنت بها منازلها واجتمع الناس حولهم بالسكن واتسع المكان واطلق عليه اسم الحويش، هذا من ناحية تسمية المكان الذي لا يزال به بيوت قديمة، المرتبك مباسرة بسوق الحويش، رغم ضيق المكان لم يمنع أبدا من غناها المعرفي، يعتبر سوق الحويش من المعالم التراثية والثقافية المهمة في محافظة النجف الأشرف، وهي أيضا واجهة ثقافية بغنا مكتباتها بالكتب في شتى المجالات، يبعد السوق عن مرقد الإمام علي عليه السلام ب 20 متر فقط.
  عمر السوق يزيد عن 700 عام،  ذو ممرات ضيقة، يتوفر على 35 مكتبة وبه أربع مساجد، نذكر منهم مسجد السيد هلشم الحطاب ومسجد المشروطة ومسجد الترك وثلاث مدارس منهم مدرسة الخرساني الكبرى ومدرسة كاظم اليزدي  .

لما حافظ سوق الحويش على مكانته عبر الزمن؟ 
    لولا ارتباط سوق الحويش بمدينة النجف الأشرف ما كان ليبقى سوقا للكتب، لولا تواجده بالنجف الأشرف لهدم وبنيت مكانه مطاعم ومنازل، ولولا قربه لظريح الإمام عليه السلام لما بيع به كتاب واحد، إن تواجد سوق الحويش بالنجف الأشرف كان سببا قويا لحفاظ سوق الحويش على مكانته، فلما هذه المدينة بالذات؟ وما علاقة المدينة بالكتاب؟ 
   للنجف أهمية دينية ودنيوية، يأتيه ملايين السياح وطلاب العلم والباحثين على مدار السنة، قد لا يخلو شهر بدون مناسبة دينية مرتبطة بال البيت عليهم السلام،  فتحد السياح يأتون من كل العالم، الذي يستظيفه سكان المدينة المعروفين  بالكرم، وتجد الطبخ بالشوارع ليلا ونهارا كتحضيره لزورا المديتة بهذه المناسبات، قد لا يغمظ الطهاة اعينهم الا فجرا بعد اكمال الطبخ، لطيمئنو انه يكفي للزوار الذي يعتبر عددهم كثير،  ، هرلاء الزوار الذي تجد منهم طلاب العلم والعرفة فهي وجهة العلماء والمفكرين أيضا، فقد كان الناس قديما يستوطنون النجف لكونوا  قريبين من إمامهم عليه السلام، وكذا لطلب العلم هذه هي الاسباب الرئيسية بدون منازع، فكان الهدف روحاني  القرب من الإمام وكذا الهدف العلمي المعرفي، ارتباط المدينة بالعلم  لما لا وبها  باب العلم، كيف لا وبها من له تسعة أجزاء الحكمة وللخلق  أجميعن جزءا لا أكثر، هو وارث العلم من النبي صلى الله عليه وآله، فمن يعشق الإمام علي يعشق العلم والمعرف، هو كنز المعرفة، إني اعتبر النجف الأشرف بوابة للمعرفة، ما دام الإمام علي هو بار العلم فإن النجف هي مدينة العلم، هذه المعرفة توجد بمدارسها، ومدونة بكتبها التي نجد أغلبها بسوق الحويش، صحيح أنه سابقا كانت المعرفة الدينية هي الغالبة على رواد هذه المدينة ولا يزال الى وقتنا الحالي ، لكن كون شباب المنطقة كما اجدادهم ورثوا حب العمل والمعرفة، حيث  تطور الطلب المعرفي للعلوم والمعارف العلمية الأخرى، فقد تجد جنبا إلى جنب المدارس والمعاهد والجامعات الدينية والأدبية وكذا العلمية في مجالات مختلفة كالاقتصاد التكنولوجية  والطب والصيدلة والهندسة والفنون الخ،  المدينة تزخم بالجامعات واغلب شباب المدينة من حاملي الشهادات العليا ، مدينة الثقافة والبحث العلمي،   دور النشر بالمدينة ليست سوى دليل على الكم الكبير من الكتب التي تؤلف سنويا من طرف ناس المعرفة  سواءا من المدينة نفسها او من محافظات أخرى داخل العراق أو من خارح العراق، النجف هي مسكن العلماء من كل العالم وشهادلتها الدراسية معترف بها ولها قيمة علمية تظاهي الدراسة باكبر الجامعات بالعالم.
   إذن أليس كل هذا سببا يجعل سوق الحويش يبقى رسخا شاها عبر التاريخ على أن النجف مدينة العلم والمعرفة؟  أكيد أصبح السبب واضح ، مدينة رجل العلم الأول الإمام علي عليه السلام  ستحافظ لا محالة على كل ما هو مرتبط بالعلم والمعرفة. وهذا ما جعل سوق الحويش محافظا على  مكانته.

    2 أسماء بعض المكتبات بسوق الحويش


سوق الحويش
زليج بواجهة أحد محلات سوق الحويش

    
  تغير كل شي بفعل العولة  لم يبقى شئ ثابت، ونظرة الناس تغيرت بشكل كبير لعدة أموى ترتبط بحياتهم اليومية، لكن نجد أن سوق الحويش بقي كما هو لم يتغير منه شئ، بقي هو كما، كسوق للكتب والمعرفة، هذا السوق الذي يحوي 35 من    المكتبات نذكر من بينها، مكتبة الطور ومكتبة الأعراف  ومكتبة الامام الخوئي ومكتبة مدينة العلم ودار المجتبى  ومكتبة الحكيم ومكتبة أمير المؤمنين ومكتبة أحمد الدليمي،  وفرع لدار الرافدين وموقع دار العارف .......
   

    3 جولة بسوق الحويش

  زرت السوق مرتين مرة سنة 2018 والمرة الثانية سنة 2021، حيث يأتيه الزوار من مدن العراق ومن كل أنحاء العالم، من طلاب الجامعات، والباحثين في الدراسات العليا والسائحين العرب والأجانب الذين تستقبلهم المدينة كل يوم، ولوجود بالنجف طلاب الحوزة العليمة نجد من رواد سوق الحويش رجال الدين وطلاب الحوزة،  فمهما تطورت التكنولوجيا وعزف الكثير عن القراءة الورقية والاكتفاء بالقراءة الاكترونية إلا أنه محبي الكتب يأتون لهذ السوق العظيم، لتنوع كتبه في مختلف المجالات، الدينية والتاريخية والسياسية والفلسفية والعلمية والثقافية والروائية والفنية والمترجمة وقصص الأطفال، وغيرها من المجالات الأخرى، كما أن مكتبات سوق الحويش تتوفر أيضا على آلاف الكتب المنوعة، والنادرة، وقد يعود عمر بعضها إلى مئات السنين، وعلى الكثير من المخطوطات النادرة، فرغم أنه بالمدينة توجد مكتابات كبيرة  خارج المدينة القديمة إلا أنه مكانة سوق الحويش لا يزال له زواره ولا يزال يحضى بمكانته العلمية على مر الزمان ولغناه المعرفي كما ذكرنا. 
  كون مدينة النجف الأشرف تعتبر مدينة للسياحة الدينية ساعد سوق الحويش على إنتعاشه بالزيارات اليومية للسياح القادمين خصوصا من لبنان وسوريا وإيران ودول الخليج، وحتى من أمريكا واستراليا وأوربا. القادمين لزيارة مرقد الإمام علي عليه السلام بالنجف الأشرف، النجف مدينة العلم والمعرفة مدينة المدارس والحوزات، مدينة العلم والعلماء، ليس هذا
 فقط لكن النجف تعتبر أيضا منار للعلم والمعرفة. 
  أتذكر وقت زيارتي للسوق آخر مرة سهر يوليو كانت الحرارة مرتفعة جدا، 48 درجة، تعتبر هذه الحرارة بالنجف مميتة، شمس حارقة جدا، لكن سبحان الله في سوق الحويش تحس برادا  وحتى أن المكتبات ليس بهم مكيفات كما تعودت وجود المكيفات بأي مكان تدخل له بالنحف سواء بيوت مقاهي مطاعم فنادق  متاجر محلات إدارات مكاتب أي مكان بالمدن العراقية عموما وقت الصيف تجد المكيفات لارتفاع درحة الحرارة، لكن بسوق الخويش لن تحتاج أبدا للمكيفات، شكل البناء والمواد المبنية منها منذ العصور كانت سببا واضحا في براد المكان، فالسكان ابقدماء لم تكن لهم مكيفات لكن بمواد البناء وشكل البناء مجخو في خلق المكان بارد صيفا،  فهي على شكل تقوس  وزقاق مغطى ما يجعلها تحافظ على البراد، ذكرني بأغكومي في مدينة تزنيت جنوب المغرب وهذا الأغكومي ذو التسمية الأمازيغية، والذي ينام ينام به سكان البيوت بالمدينة القديمة وقت الصيف لارتفاع الحرارة، حيث تجف فقط اغكومي باردا، هكذا تماما ممرات ومكتبات سوق الحويش باردة.
 لقد قمت بتصوير الزقاق الضيق بين المكتبات وكذا مكتبة فارغة ربما صاحبها يرغب بترميمعا لان تظهر بها تشققات، ، سيظهر لكم بالصورة الطوب الذي بني به السقف، وكذا شكل التقوس الموجود أعلى، كما أن سمك  الحائط يختلف عن البناء الحالي، كل ابأمور متداخلة لتحعل المحلات باردة.


سوق الحويش
مكتبة بالحويش تبين شكل البناء


سوق الحويش
زقاق بين المكتبات بسوق الحويش