مقام مرد الشمس
 |
| مقام مرد الشمس |
1 بابل (الحلة)
العراق أرض الحضارات والمعجزات، أرض الأنبياء والأوصياء، أرض المقامات والمزارات، تعتبر بابل أو الحلة مدينة أثرية عظيمة، تتوفر بلا منازع بكل هذه الأمور بها أكبر حضارة تاريخية، الذي تريوه لنا آثار بابل، بقايا تحكي لنا حضارة بابل العظيمة، ونجد مسلة حمو رابي، الذي به شرائع وحمو رابي، ومقام النبي ابراهيم وآثار النمرود ومزارات دينية كمرقد أولاد مسلم بن عقيل، ومرقد الحمزة الغرابي ومرقد القاسم ومراقد الأنبياء (النبي أيوب) و (النبي ذو الكفل).
حضيت هذه المدينة الحلة أيضا بمعجزة الإمام علي عليه السلام بمقام مشهد الشمس أو مرد الشمس، الذي سنتحدث عنه بالتفصيل، كيف أنه الله رد الشمس للإمام علي عليه السلام.
2 مرد الشمس
 |
| الصورة توضح الزاقورة من الداخل |
مثل ما ذكرنا، أنه الحلة تتوفر على آثار عديدة لها أهمية تاريخية، وبها أيضا مقامات إسلامية عدة، ومن بين هذه المقامات، مقام مرد الشمس، أو مقام رد الشمس أو مقام مشهد الشمس، ويقع المقام في شمال غرب مدينة الحلة وغرب نهر الحلة بمسافة 1000 متر عن النهر، وتبعد عن بغداد ب 90 كلم جنوبا.
المقام يتوفر على غرفة وعلى زاقورة ارتفاعها 25 متر، ويبلغ تاريخه 900 سنة، بنيت على الطراز السلجوق البديع.
المقام كان في العهد البابلي مكانا لتقديس إله الشمس في زمن الملك نبوخذ نصر، ليتحول إلى مكان ترد فيه الشمس على يد الإمام علي عليه السلام، حيث أنه سنة 38 هـ عند عودة الامام علي عليه السلام من حرب النهروان (حرب الخوارج)، وعند وصوله لأرض بابل لم يصلي ولما سأله رفقاؤه لما لم يصلي وكان جوابه على أن أرض بابل خسفت كونها أرض ملعونة ، فكان تأخر عن الصلاة، حيث ذهب إلى أرض مقدسة ليصلي وكان الوقت تأخر عن صلاة العصر، لكنه رجعت الشمس من أجل الإمام علي عليه السلام ليصلي العصر ولتعود الى توقيت المغرب ليصلو بعدها توقيت المغرب، وتعتبر هاي معجزة للإمام علي عليه السلام.
مما قيل عن مقام مراد الشمس.
قال أبو الحسن البغدادي:
وله عجائب يوم صار بجيشه ** يبغي لقصر النهروان المخرجا وردت عليه الشمس بغروبها ** بيضاء تلمع رقدة وتأججا وقال أحمد بن محمد الصنوبري:
وردت له الشمس في أفلاكها فقصى ** صلاته غير ما ساه ولا وأن أليس من حل منه في أخوته ** محل هارون من موسى بن عمران
وقال السيد محسن الأمين العاملي:
أيا من عليه الشمس ردت ولم يكن ** وأتى ردها من قبل إلا ليشوع
نجد غيرهم الكثير مما قالوا شعرا في هذا الحدث العظيم الذي يخص الإمام علي عليه السلام، وحتى بمصادر أهل السنة تم ذكر هذه المعجزة العديد منهم، شمس الدين محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي حيث قال في التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة: "إن الله تعالى رد الشمس على نبيه بعد مغيبها حتى صلى علي … إنه حديث ثابت. فلو لم يكن رجوع الشمس نافعا وإنه لا يتجدد الوقت لما ردها عليه".
وقال الإمام الطحاوي في الصفحة 80 من كتاب شرح معاني الآثار، حيث قال الجوزي في كتاب الموضوعات: " فلما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ، وصلى لنفسه في طائفة من أصحابه العصر ، وفات كثير منهم، فتكلموا في ذلك، فسأل الله رد الشمس فردَت»، ومن يعترب الأمر قليل في حق علي فهو لا محالة كارها لعلي وغير محب له، "لا يحبني إلا مؤمن ولا يبفضني إلا منافق" روي عن الإمام علي عليه السلام وأخرجه مسلم في صحيح مسلم، حيث حب علي عليه السلام يكون بقلوب المؤمنين وكرهه يكون بقلوب المنافقين، كل من يرفض مراد الشمس لعلي يعتبر منافق.
الفيديو من تصويري داخل مقام مراد الشمس